Star teenagers

السلام عليكم ورمضان كريم
عزيزي الزائر ندعوك الى التسجيل في المنتدا
ولانضمام الى اسرتنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Star teenagers

السلام عليكم ورمضان كريم
عزيزي الزائر ندعوك الى التسجيل في المنتدا
ولانضمام الى اسرتنا

Star teenagers

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Star teenagers

منتدى لكل مايخطر في بالك نقاش برامج جديد اغاني وكليبات جديدة افلام العاب .....


    رواية الحديقة الخلفية .

    meraissi bilal
    meraissi bilal
    Admin


    عدد المساهمات : 48
    تاريخ التسجيل : 11/11/2012
    العمر : 30
    الموقع : الجزائر

    رواية الحديقة الخلفية . Empty رواية الحديقة الخلفية .

    مُساهمة  meraissi bilal الجمعة نوفمبر 16, 2012 9:16 am

    رواية الحديقة الخلفية .




    يخرج رءوف جريا من المنزل خارجا من الباب المطل على الشارع الرئيسى حيث يقطن البيت الذى يعيشون فيه و يتساءل رؤوف بشغف عن الإستعدادات للحفل الذى سوف يقام فى المساء .
    و يجيبه عم بشندى بأن كل شئ على مايرام و أن كل التجهيزات للحفل تجرى على قدم و ساق و أن حفل الليلة سيكون حفلا رائعا .
    يتمنى رؤوف ان يكون الحفل رائعا بالفعل كما قال بشندى ثم يترك بشندى قائلا .
    ليته يكون حفلا رائعا بالفعل يا بشندى إنه حفل هام جدا بالنسبة لى و لمستقبلى المهنى والسياسى جدا .
    و بعد أن ينصرف رؤوف تاركا عم بشندى حتى يتابع باقى تجهيزات الحفل يرجع عم بشندى إلى حجرته فى الحديقة , و ما أن يدخل إلى حجرته حتى يسأله العم نصر الشوادفى قريبه و الذى جاء لزيارته قائلا .
    ماذا هناك ياعم بشندى ؟
    فيجيب بشندى قائلا .
    إن رؤوف بيك يجهز لحفلا هاما الليلة , و يريد أن يكون الحفل جيدا جدا و أنه كما سمعت يريد أن يباشر كل المسائل بنفسه حتى يكون الحفل على أكمل وجه .
    و كما يبدو فإن بشندى لا يستغرب حالة التوتر التى تبدو واضحة على رؤوف , إذ أن بشندى قد إعتاد على ان يكون رؤوف فى حالة توتر دائما عند بعض المناسبات الهامة أو الحفلات الهامة و التى يعتبرها رؤوف مسائل مهمة جدا فى عمله كما يؤكد رؤوف دائما أما العم نصر و الذى هو لم يعتد أن يرى رؤوف كثيرا فإن حالة التوتر التى تبدو على رؤوف قد أثارت غنتباه العم نصر بقوة , مما جعله يعلق على حالة التوتر الواضحة على رؤوف و هو ما جعله يسأل العم بشندى .
    و التوتر الواضح على رؤوف بالطبع أثار الفضول بشدة على العم نصر ليعرف ما أهمية الحفل و الذى يسبب حالة التوتر الشديدة البادية على رؤوف , أما بشندى فبحكم طبيعة عمله فىالحديقة الخاصة بالمنزل فإنه لم يعتد على أن يتدخل كثيرا فى المسائل الخاصة بالبيت و أمور ساكنيه .
    و عند المساء و عند بداية الحفل يرى العم نصر و الذى وافق على إلحاح العم بشندى على أن يبيت معه الليلة قبل ان يغادر عائدا إلى بيته , و بالرغم من أن العم بشندى كان فى كل مرة يلح بشدة على كل من يزوره فى مقر عمله و الذى هو فى نفس الوقت مقر إقامته , و كثيرا ما كان العم بشندى يلح بقوة على العم نصر ليبيت عنده كلما زاره , إلا أن العم نصر كان عادة ما يرفض متحججا ببعض الاعمال لديه و بأنه لا بد أن يعود قبل الصباح و كان فى كل مرة يسوق العديد من الحجج و التى تؤدى إلى أن يغادر فى النهاية دونما الإستجابة لإلحاح العم بشندى فى المبيت معه و الإنتظار حتى الصباح .
    إلا أنه فى هذه المرة بالذات قد وافق على غلحاح العم بشندى فى المبيت معه حتى يستطيع أن يظل فى البيت الذى يعمل به العم بشندى لانه أراد أن يعرف ما سوف يدور فى الحفلة التى يتهم بها جدا منظمها رؤوف بيك لهذه الدرجة , و عندما وافق العم نصر على المبيت مع العم بشندى فإنه قد أضاف طلبا مع موافقته على المبيت و ألح عليه ألا و هو أن يساعد العم بشندى فى العمل معه فى الليلة التى سوف يبيتها , و كان الغرض من طلب العم نصر مساعدة العم بشندى أن تتاح له الفرصة ليكون قريبا من الحفلة , و عندها شكره العم بشندى مؤكدا على أنه لا يصح أن يجئ الضيف ليعمل , إلا أن العم نصر يؤكد لبشندى أنه إذا لم يساعده فإنه سوف يغادر عائدا الليلة , و عندها لا يجد العم بشندى بداً من الموافقة .
    و قبل ان يأتى الليل يظل نصر يسأل العم بشندى عن رؤوف بيك و طبيعة عمله .
    فيقول له العم بشندى أن رؤوف بيك هو عضو مهم فى أحد احزاب السياسية الهامة .
    فيسأله نصر عن إسم الحزب .
    و بعد ان يعرف نصر غسم الحزب فإنه يسأل العم بشندى قائلا ما هو الدور الذى يلعبه رؤوف بيك فى الحزب و ما هو موقعه فى الحزب تماما .
    فيرد العم بشندى بأنه لا يعرف بالضبط الدور الذى يلعبه فى إلا أنه كثيرا ما يجد الكثيرين من الحزب و الذين يعرف أنهم من الشخصيات المهمة فى الحزب من خلال الأحاديث التى تدور بينهم و بين رؤوف بيك و الآخرين الذين يكونوا موجودين .
    و يظل نصر يسأل عن رؤوف بيك و عن طبيعة عمله و عن الحزب , فلما شعر العم بشندى أن الأسئلة قد أرهقته عن رؤوف و عن الحزب فإنه يقول لنصر هل سوف تترك الزراعة و تعمل بالمباحث ؟
    فيجيبه نصر بأنه يريد أن يعرف ما سبب الإهتمام الزائد بالحفلة و كيف يكون مستقبل رؤوف بيك المهنى و السياسى كما سمعه يقول مرتبطا بحفلة ؟
    ثم فكر نصر فى ان الافضل من كثرة الاسئلة أن يحاول أن يكون قريبا من الحفلة ليرى بنفسه عن قرب الحفلة و يعرف ما سبب إهتمام رؤوف الكبير بها و ما أهميتها بالنسبة لمستقبله المهنى و السياسى .
    و كما هو المعتاد دائما , و على الرغم من أن العم بشندى هو الجناينى المختص بالحديقة , فإنه عند الحفلات و المناسبات فإنه يدخل إلى داخل البيت ليعمل مع الآخرين الموجودين بالداخل ليساعدهم و خاصة عندما تكون الحفلة كبيرة و المدعوون كثيرون , إلا أنه فى هذه المرة و مع الإلحاح الشديد من نصر على العم بشندى أن يريح نفسه الليلة و أن مصر سوف يحل محل العم بشندى فى معونة باقى العاملين فى البيت أثناء الحفل , و بالرغم من التردد الكبير من العم بشندى أن يجعل نصر يحل محله فى الحفل بدلا منه , لانه يرى فى نصر شخصا أهوجا لدرجة ما و لديه فضول كبير و هما صفتين كفيلتين تماما من وجهة نظر العم بشندى لحدوث الكثير من المشكلات و التى لاتحمد عقباها , إلا أن تأكيد نصر لعم بشندى أنه سوف يكون على مستوى المسئولية و أنه لن يتسبب أبدا فى اى موقف محرج أو يضر العم بشندى , مما جعل العم بشندى يوافق , و خصوصا أن العم بشندى كان متعبا بالفعل و بالإضافىة أن العم بشندى قد اشترط عليه أن يسمع كلام حسان و هو من العاملين القدامى فى البيت ,بل إن العم بشندى قد أكد على حسان نفسه ألا يترك نصر يغيب عن نظره و أن يتابعه و أن لا يجعله يصدر أى مشكلات .
    و فى المساء و مع بداية توافد المدعوون إلى الحفل , يجد نصر دخول الكثير من المدعوون و هم فى طريقهم إلى الدخول إلى البيت فينظر إلى الكثير منهم محاولا أن يفهم الكثير مما يثير فضوله هن سبب الحفلة و أهميتها الكبيرة كما أكد عليها رؤوف بيك .
    و ظل نصر يتابع الحفل طوال الليل و عينيه على حسان خوفا من أن يصدر منه أى خطأ يراه حسان إذ أن العم بشندى قد أكد على حسان على أن يتابع نصر وأن لا يجعله يغيب عن باله طوال الحفل .
    و ظل نصر طوال الحفل يحاول التحرك هنا و هناك حاملا بعض الأكواب فوق صينية تارة و تارة أخرى يسأل الحاضرين عن طلباتهم , و قد حاول أن يكون بالقرب من الحوار الدائر بكل السبل .
    و خلال الحفل و الذى استمر طوال الليل تقريبا يسمع نصر العديد من المصطلحات و العبارات التى لا يفهمها و التى تتعلق بالسياسة و العمل السياسى و المشاركة السياسية
    و الكثير و الكثير من العبارات التى لا يسمع عنها شيئا حتى من بعض الساسة و الذين كان يستمع كثيرا إليهم فى بلدته فى الوجه البحرى .
    و كلما سمع نصر الكثير من المصطلحات السياسية التى لا يعرف معناها كلما شعر بالضيق , إذ أنه كلما زاد عدم فهمه للكلمات كلما أصبح بعيدا عن الهدف الذى من أجله أصر على المبيت و على حضور الحفل و هو محاولة معرفة ما السبب فى أهيمة الحفل ؟
    إلا أن كثرة تواتر بعض الكلمات قد جعل الكثير منها يعلق فى ذهنه , فبعد ان غنتهى الحفل فى الساعات الأولى من الصباح التالى , إذا به يتذكر الكثير من الكلمات و التى علقت فى ذهنه من الحفل مثل اتفاقية إلجات و الكوميسا و غيرها من الكثير من العبارات التى حاول مجتهدا بشكل شخصى أن يفهمها إلا أنه فى النهاية قد خرج من الحفل ببعض الكلمات و التى اعتبر أن وراءها حل اللغز فى أهمية الحفل و أصر على معرفة معانى الكثير من الكلمات التى سمعها لمعرفة ما السر فى أهمية حفل كانت العبارات الأساسية فيه عبارات مبهمة كالتى سمعها فى الحفل ؟
    و بعد أن انتهى الحفل و عاد إلى حيث يبيت العم بشندى و الذى كان على ما يبدو مازال مستيقظا على الرغم من أنه كان متعبا طيلة اليوم , إلا أن خوفه من أى مشكلة قد تحدث بسبب وجود نصر فى الحفل قد جعله يظل متيقظا طوال الليل و لم يطمئن حتى انتهى الحفل دونما سماع شكاوى من حسان بسبب أى تصرف قام به نصر .
    و بعد أن دخل نصر , سأله العم بشندى إذا كان يريد طعاما فإنه قد ترك له طعاما بجانب الأريكة التى سوف يتكئ عليها , إلا ان نصر رد عليه قائلا بأنه قد أكل فى الحفل .
    و بالرغم من أن العم بشندى لم يطلب سماع أى شئ عما دار فى الحفل إلا أن نصر قد ظل يسرد وقائع الحفل تفصيليا للعم بشندى , و كلما تذكر إحدى الكلمات و التى لم يفهم معناها يسأل العم بشندى عليها , ظنا منه أنها قد تكون كلمات معروفة للعم بشندى حيث أن العم بشندى يعيش فى القاهرة منذ فترة طويلة بعد أن ترك البلدة و راح يعمل فى القاهرة , فنصر يعتبر أن العم بشندى بحكم الخبرة و الإقامة فى القاهرة يعرف الكثير , و إذا بالعم بشندى يخبره عما يعرفه بخصوص بعض الكلمات و العبارات و البعض الآخر يحاول مجتهدا أن يجد إجابات يرد بها على ضيفه , حتى لا يفهم الضيف أنه غير مرَحب به , بالإضافة إلى ان العم بشندى يعرف أن الإنطباع لدى نصر عن العم بشندى هو أنه يعرف الكثير و بالتالى فإن العم بشندى يحاول أن يحافظ على الصورة الذهنية الموجودة له فى ذهن نصر .
    و ظل نصر يسأل و يسرد الأحداث و العم بشندى يستمع و يجيب حتى بزغ نور الصباح .
    و عند الصباح يقرر نصر أن يطلب من العم بشندى أن يبحث له عن عمل مناسب فى حديقة منزل مجاور و يساعده الإقامة فى القاهرة , إذ إعتقد نصر أن الخبرة و المعرفة الكبيرة الموجودة عند العم بشندى كان لوجوده فى القاهرة عامل هام فى الحصول عليها .
    و ما أن سمع العم بشندى طلب نصر منه أن يوجد له عملا بالقاهرة حتى ضحك العم بشندى , فلما ضحك العم بشندى إعتقد نصر أن العم بشندى لن يولى لطلبه منه فى البحث عن عمل فى القاهرة إهتماما .
    مما جعله يؤكد على العم بشندى على أهمية أن يبحث له عن عمل فى منزل مجاور للعم بشندى .
    ثم إنصرف نصر بعد أن سلم على العم بشندى و ظل ذهنه شاردا يفكر فى الإنتقال و الحياة فى القاهرة , و ظلت حفلة الامس حاضرة فى ذهنه يسترجع أحداث الحفلة فى محاولة منه لفهم الكثير من الأحداث و المواقف التى دارت فى الحفلة بالأمس , و بصفة خاصة هو يحاول فهم الكثير مما لم يفهمه بالأمس فى ضوء بعض الإجابات التى سمعها من العم بشندى على الأسئلة التى ظل نصر يسأله إياها لساعات .
    و فى أثناء رحلة عودة نصر إلى قريته القاطنة فى إحدى محافظات بحرى ظل خلال الطريق يقارن بين الحفلات و الإحتفالات و التجمعات السياسية و التى شاهد الكثير منها منذ نعومة أظافره فى بلدته و خاصة الإحتفالات التى كانت تقام فى أوقات الإنتخابات و بين ما رآه فى حفلة الأمس , و حاول أن يبحث عن المشتركات و المتشابهات بين حفلة الأمس و حفلات الماضى التى حضر الكثير منها و خصوصا عند فترات الإنتخابات التى كانت تمثل الزخم السياسى الأهم فى بلدته .
    و ما أن وصل نصر إلى بيته حتى راح يبحث عن أقرب فرصة أو مناسبة ليستطيع أن يذهب لزيارة العم بشندى مرة ً أخرى , و بالفعل فعندما ذهب إلى حقله فإنه مرّ على الحاج عمران عمه والده ليسأل عليه و يوصل له سلام العم بشندى و هو يعرف أن الحاج عمران من أقرب الأشخاص فى القرية للعم بشندى , و بالتالى فإن أى مناسبة لدى الحاج عمران فسوف يكون العم بشندى حريصا على حضورها , و قد علم نصر منذ عدة أيام أن محروس عبد الراضى قد تقدم لخطبة إبنة الحاج عمران إلا أن ميعاد عقد القران لم يتحدد بعد , فقد فكر نصر أن مناسبة عقد قران إبنة الحاج عمران هى مناسبة مهمة جدا للتواصل مع الحاج بشندى , إذ أن العم بشندى لا بد أنه سوف يأتى إلى عقد القران و بالتالى يقابله بشندى و يؤكد على طلبه الاول و الذى طلبه منه من قبل ألا و هو إيجاد عمل مناسب له فى القاهرة و التى يبدو أنها باتت مسألة مهمة و حيوية بشكل كبير بالنسبة لنصر إذ أصبح يفكر بها كثيرا .
    و أثناء ذهاب نصر إلى حقله و مروره من أمام منزل الحاج عمران , إذ بنصر بعد أن يلقى التحية على الحاج عمران يسأله عن أحواله خصوصا و أن نصر لم يرى الحاج عمران منذ فترة فيقول نصر للحاج عمران .
    كيف الأحوال يا عم عمران ؟
    فيردالحاج عمران قائلا .
    أنه بخير و أنه كان مشغولا الفترة الماضية بسبب إبنه الذى أنهى الدراسة الثانوية و يريد الإلتحاق بإحدى الكليات العسكرية , و لأن إبنه صغيرا فى السن فإن الحاج عمران كان مضطرا إلى الذهاب معه بشكل شبه دائم إلى القاهرة لسحب و استيفاء بعض الأوراق و الملفات الخاصة بالتقدم و الإختبارات .
    فلما لم يجد نصر الفرصة من خلال الحديث للسؤال عن ميعاد عقد قران إبنة الحاج عمران , فحاول نصر بطريقة ماكرة أن من خلال حديث الحاج عمران نفسه .
    فقال نصر للحاج عمران .
    إذن لا بد أن إنشغالك بالتقديم لعادل فى الكلية سوف يؤجل عقد قران ابنته ؟
    فيرد الحاج عمران أنه كان يود التأجيل بالفعل , إلا الحاج عبد الراضى مصر على عقد القران بصورة عاجلة لانه ملتزم بسفريات عمل كثيرة للخارج , و لذلك فقد إتفقوا على الخميس القادم لعقد القران .
    و عندئذ باغت نصر الحاج عمران بسؤاله .
    و هل قمتم بدعوة الناس إذن فيرد الحاج عمران بأن إتفاقه مع الحاج عبد الراضى كان أول أمس مساءً , و أن الكروت الخاصة بالدعوى لم تجهز إلا فى مساء الغد .
    و عندها طرأت فى ذهن نصر فكرة و هى أن يأخذ هو أحد كروت الدعوة و يذهب بها إلى العم بشندى .
    فيقول نصر للحاج عمران أنه سوف يذهب إلى القاهرة و يمكن أن يأخذ معه كارت الدعوى الخاص بالعم بشندى .
    فما أن يسمع الحاج عمران إسم بشندى حتى يضحك قائلا ,
    بشندى , منذ فترة طويلة لم أرى بشندى .
    فيرد عليه نصر قائلا .
    بأن العم بشندى يرسل له السلام شدة , و أكد عليه أن يبلغ سلامه له بشدة .
    فيرد الحاج عمران و الذى عرف بالكرم و السخاء .
    أنت لن تأخذ كارت الدعوة فقط لبشندى و إنما سوف أرسل معك زيارة لبشندى .
    و بعد يومين يخرج نصر من منزله فى الصباح ليقابل الحاج عمران حيث يرسل معه الحاج عمران زيارة سخية إلى العم بشندى و يؤكد على نصر أن يبلغ السلام للعم بشندى و يسلمه دعوة عقد القران الخاص بابنته .
    و يسافر نصر و فى ذهنه زيارة المرة السابقة و ما سوف يتحدث مع العم بشندى بشأنه و هى مسألة عمل نصر فى القاهرة كما طلب من العم بشندى فى المرة السابقة .
    و ما أن وصل نصر إلى الحى الذى يسكن فيه العم بشندى حتى حاول أن يصل إلى البيت دونما أن يسأل محاولا الإعتماد على الذاكرة و كأنما هو يمرّن نفسه و يعودها على المنطقة و شوارع المنطقة و لا يريد أن يبدو أمام السكان و الذين من الممكن أن يعيش معهم و مبينهم يوما و كأنه لا يعرف المنطقة , و حتى كى يبدو أمام العم بشندى أنه يعرف المنطقة و بالتالى فأنه قادر على العيش و التجول فى المنطقة و هو ما يحسن صورته أمام العم بشندى حيث يدرك بشندى أنه لن يواجد الكثير من الصعوبات إذ هو عاش فى المنطقة.
    و بعد الكثير من المحاولات لتذكر البيت الذى يقطن فيه العم بشندى معتمدا على الكثير من العلامات و الأشياء المميزة فى المنطقة وصل نصر إلى البيت الذى يعمل و يسكن فيه العم بشندى حتى عرفه بالطبع إذ هو قد أمضى فيه ليلة كاملة تجول خلالها فى معظم أنحاء المنزل .
    و ما أن وصل نصر أمام المنزل و كانت الساعة حوالى الواحدة ظهرا , فوجد العم بشندى يقوم ببعض الأعمال الخاصة بالإعتناء بالمزروعات الموجودة فى الحديقة , فما أن رآى نصر العم بشندى حتى صاح مناديا .
    يا عم بشندى .
    قيلتفت العم بشندى ناحية الصوت , و ما أن يرى نصر حتى ينظر ناحية نصر , و كأنما هو لم يستغرب وصوله .
    ثم يقول صائحا إدخل البوابة مفتوحة , ومشيرا بيده إشارة معاناها أن يدفع البوابة الحديدية و يدخل .
    فما أن يدخل نصر من البوابة الحديدية الكبيرة و هو يحمل ما معه من زيارة حتى يصيح العم بشندى .
    ما كل هذا ؟
    و بعد أن يصافح العم بشندى نصر و يرحب به , يقول له إذهب إلى غرفتى و انتظرنى حتى أنتهى مما أعمل , و سوف تجد طعاما و ....
    و قبل أن يكمل العم بشندى جملته , يقاطعه نصر قائلا .
    لا , بل إترك لى أنا أكمل ما تقوم به من عمل .
    فيرد عليه العم بشندى بأنه يجب أن يذهب ليستريح من عناء السفر , فيقسم نصر أنه هو من سوف يكمل عمل العم بشندى , ثم يمد يده آخذا آلة حديدية يستعملها العم بشندى فى عمله , و مع إصرار نصر على أن يقوم هو بإكمال عمل العم بشندى يقول له مازحا .
    إن العمل فى المحاصيل التقليدية التى تزرع فى الحقول يختلف عن العمل فى الحدائق و الذى له كيفية معينة للتعامل مع النباتات الموجودة فى الحديقة .
    فيرد نصر بأنه يعرف طبيعة العمل فى الحدائق , و أنه أثناء تأديته الخدمة العسكرية فقد كان مسئولا عن الحدائق الخاصة بالوحدة عسكرية , , بل إن القائد المسئول عن الوحدة التى كان يلتحق بها أثناء تأديته الخدمة العسكرية كان يطلب منه أن يتولى هو مسئولية الحديقةالخاصة بالإستراحة الخاصة به .
    فترك له العم بشندى الآلة التى بيده فى محاولة منه إلى ان يرى عمله بنفسه .
    و أخذ نصر فى القيام بما كان العم بشندى يقوم به و العم بشندى يلاحظه , و نصر سعيد جدا بملاحظة العم بشندى له عن قرب ,إذ قد اعتبرها بمثابة إختبار له من العم بشندى .
    و بعد أن ينتهى بشندى من بعض الأعمال يشير غليه العم بشندى إشارة بيده تعنى أن ما قام به كاف و إلا ان نصر يريد أن يكمل كل العمل , إلا أن العم شمنددى يصر على أنه يجب أن يستريح من السفر .
    و يسأل العم بشندى عن القرية و عن الحاج عمران و عن أحوال أهل القرية , فراح نصر يسرد له أخبار القرية و عن زواج ابنة الحاج عمران يوم الخميس القادم .
    و أثناء الحديث يرى العم بشندى من على الأريكة التى يجلس عليها رؤوف بيك يدخل من باب المنزل , فيتذكر العم بشندى ما قاله له رؤوف بيك فى الصباح من أنه طلب منه عمل بعض الإصلاحات و التعديلات فى الأحواض فى الحديقة , كما أن بعض الأحواض فى حاجة للصيانه , و خصوصا أنهم داخلون على فترة الصيف .
    و عندئذ تنبه العم بشندى لصعوبة ان يحضر فرح إبنة الحاج عمران , و ما أن عرض المشكلة التى قد تمنعه من حضور زواج إبنة الحاج عمران حتى باغته نصر قائلا .
    أنه على استعداد أن يساعده فى العمل حتى و إن إضطر أن يظل محل العم بشندى حتى يذهب العم بشندى لحضور الحفل و العودة .
    فصمَت العم بشندى و كأن فكرة قد طرأت إلى ذهنه , قبل أن يقول .
    استرح أنت الآن يا نصر , و غدا الصباح رباح .
    فى الصباح التالى يستيقظ العم بشندى مبكرا , و ما أن استيقظ العم بشندى حتى لحق به مستيقظا نصر , مما جعل العم بشندى يبتسم ابتسامة خفيفة تدل على الإعجاب من نصر و ينظر العم بشندى إلى نصر نظرة باشٍّة و يقول له صباح الخير يا نصر .
    و كالمعتاد فإن العم قد اعتاد بعد الاستيقاظ أن يملأ بعض الأوانى التى يستعملها فى عمله من طلمبة صغيرة فى أحد جوانب الحديقة .
    و إذا بنصر يسرع خلف العم بشندى محركا له محركا له ذراع طلمبة المياة بمهارة بغرض مساعدته .
    فأثنى العم بشندى بقوة على نصر و على مساعدته للعم بشندى , و عندها قال نصر للعم بشندى أن تدوير الطلمبة و استعمال العم بشندى لها يكون من الأفضل لو ساعده شخص آخر فى تحرك الذراع الخاص بالطلمبة , فعندها يؤمن العم بشندى على كلمات نصر قائلا لنصر أن معه حق , لأن الكثير من العمل الذى يقوم به العم بشندى يحتاج لمن يساعده خلاله , خصوصا و أن زوجة العم بشندى و بناته يعيشون فى البلدة , بينما يعيش هو فى غرفته الموجودة فى المنزل , وأحيانا كثيرة لا يستطيع النزول كثيرا إلى منزله بسبب كثرة العمل و ضرورة تواجده .
    و عندما يسأله نصر عن السبب فى عدم وجود مساعد له , بالرغم من أن مساحة الحديقةكبيرة , و يبدو أن صاحب المنزل يولى لها إهتماما خاصا .
    فيرد العم بشندى بعد تنهيدة قوية , لقد أتى الكثير يعملون هنا .
    فيرد نصر .
    ثم لا يروقون لرؤوف بيك ؟
    فيجيبه العم بشندى إن رؤوف بيك يعتبره المسئول عمن يعملون معه و بالتالى فهو لا يتدخل فى عملهم , ثم يضيف العم بشندى قائلا .
    و هذا هو السبب فى عدم تعليقه على وجودك عندما رآك داخل الحفل , إذ أنه قد علم من حسان أننى من طلب من حسان أن تساعدهم ليلة الحفلة التى حضرتها , ثم يضيف العم بشندى قائلا .
    الواقع أن الكثيرين ممن أتوا للعمل هنا طريقتهم فى العمل لم تَرُق لى أنا و ليس رؤوف بيك .
    فيسأل نصر و بنوع من الشغف , و كأنما هو يريد أن يعرف الأخطاء التى ارتكبها بعض من عملوا مع العم بشندى ليتفاداها إذا عمل هو معه يوما .
    لماذا يا عم بشندى لم يكونوا يروقون لك ؟
    فيبدو على وجه العم بشندى أنه و كأنه يستحضر ذاكرته مما يدل على كثرة عدد من أتوا للعمل معه .
    ثم يجيب العم بشندى قائلا .
    منهم من كان كسولا لا يحب العمل , و منهم من كان نشيطا و يجيد العمل و لكنه أهوج و غير متزن و غيرهم الكثير .
    ثم يصمت العم بشندى للحظة , ثم يقول .
    لقد فكر يوما أن يعمل هو معه نصر , ثم يضيف قائلا لنصر لأنه يعتبره إبنا له , حيث أنه لا ذكور لديه , لكنه كان يخاف من بعض تصرفاته الهوجاء .
    إلا أن ما رآه العم بشندى من عمل نصر فى الحديقة , بالإضافة إلى إرسال الحاج عمران و الذى يقدره العم بشندى كثيرا للدعوة و الزيارة مع نصر إنما هى مسألة قد اعتبرها بشندى شهادة من الحاج عمران لصالح نصر .
    و ما أن سمع نصر ما قاله العم بشندى حتى تهللت أساريره فرحا و راح يشكر العم بشندى بشدة , إلا أن العم بشندى باغته قائلا .
    أنه سوف يغادر فى الصباح الباكر لحضور زواج إبنة الحاج عمران و سوف يظل أسبوعا كاملا مع أسرته و فى بيته فى البلد بعد وجد من سوف يترك له شئون المنزل و الحديقة طوال فترة غيابه, فعليه الاستعداد .

    رواية للكاتب السياسى

    أحمد غانم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:21 am