فاتنة المطعم~قصة قصيرة~

بدأ خالد فرحا وهو يعدل ربطة عنقه السوداء وكانها وردة أحتار صاحب الحقل اين يضعها ..
كان لقاء اليوم مختلفا ..
وكافيا لان يضع نصف زجاجة ذلك العطر الذي اشتراه للتو ..
يرى ان هذا اليوم ولقاء هذه الحبيبة هو كل شئ ..
هو الموعد الاهم الذي ظل ينتظره لسنين ..

خرج خالد من منزله بثقة ..
كان يركض تارة ..
ويقفز اخرى كالاطفال ..

انه الحب تبا له ..
يحيلنا الى اعمار ظننا ذات يوما اننا انسلخنا منها تماما ..

استقل خالد سيارته ..
اخرج سيجارا ليدخنه ..
ثم تذكر ..
هذا السيجار قد يفسد برائحته كل شئ لطيف ..
لم يكتفي باعادة السيجار الى موضعه ..
بل القاه خارجا ..

اليوم يوم اخر ..
يوم سيظل كثيرا بباله ..
كيف لا ..
وهو الان يتجه الى ذلك المطعم الصغير الذي تعمل به من فتن بها ..
فتاة لم تكن كالنساء ..
بل يراها حورية سقطت من السماء السادسة ..

صحيح انه لم يفصح لها بعد عن حبه ..
ولكنه يذهب يوميا هناك لاجل ان يسترق النظر اليها ..
وهي كانت تعامله بتمييز عن الاخرين ..
فقد كانت تترك غالب الموجودين لتقدم له الطعام بنفسها ..

نعم انها تميزه ..

وصل خالد الى المطعم ..
اختار طاولته التي اعتادها يوميا ..

ثوان ..
رفع بصره ..
ياااااه ..
كم هي فاتنة ..
كل شئ فيها اليوم جميل ..
حتى طريقة ربطة شعرها رغم بساطتها الا انها اضافت الكثير من الجمال لها ..

ايضا ابتسامتها اليوم تبدو اكثر جاذبية وروعـ ..

" مرحبا يااستاذي "

كاد ان يجن خالد وتلك الجميلة تقف بجانبه بابتسامة خلابة وتتساءل :
ماذا سيتناول اليوم استاذنا الرائع ؟؟

ابتسم خالد بتثاقل وقال :
امممممممم ..
سأترك لك الاختيار اليوم .. مارايك ؟؟

طارت تلك النادلة بفرح وهي تقول :
طبعا يسعدني ذلك كثيرا ..

وانصرفت بلهفة لتلبية هذا الطلب ..

كاد قلب خالد ان يتوقف عن النبض ..
لماذا لا ؟؟
وهو الان يرى الامور تسير بأروع مما كان يتمنى ويتخيل ..

الفتاة تحبه ..
لاشك في ذلك ..
هي تحبه ..
فنظراتها ولهفتها وتلك الابتسامة كلها ادلة على هذا ..

سيصارحها ..
نعم ..
انه الوقت المناسب ..
فهي حتما ستشعر بأنه يبادلها الحب ..

وصلت النادلة ومعها طبق كبير ..
شكرها خالد وبدا يمثل انه يتلذذ بهذا الصنف ..

كان يرى بوضوح اعينها التي لم تفارقه ..
ولهفتها الواضحة تجاهه ..

دقائق ..
حتى انتهى خالد من طعامه ..

اتجه نحو حجرة الغسيل ..
واعاد فحص هندامه من جديد ..

ثم خرج قاصدا تلك الفاتنة ..

كانت لاتزال محتفظة بأبتسامته تلك ..

بادرها خالد قائلا : شكرا على هذا الطبق الرائع ..
ابتسمت خجلا ..
ثم واصل خالد :
صدقيني ..
لست اهوى الالغاز كثيرا ..
لذلك سأكون صادقا معك واخبرك بكل شئ ..

اطرقت الفتاة راسها خجلا وهي تردد :
انا اعرف كل شئ ..
ولاداعي لتوضيح أي شئ ..

جن جنون خالد وهو يقول :
تعرفين ؟؟
اذن افهم انكي موافقة ..

ردت باستحياء مضاعف وهي تقول :
ومن يستطيع رفض مثل هذه الفرصة ..

ياااااااااااااااه ...
كم هو رائع فعلا ان تجد كل امنياتك تتحقق بهذه السهولة ..
كم هو شهي هذا الحب الذي ظل اولئك الحمقى من العشاق يصفونه بالعذاب ..

كان الارتباك واضحا على الطرفين ..
فقطعته الفتاة قائلة :
اسمي سعاد ..
فهل لي بشرف معرفة اسم استاذي العزيز ..

لم ينتظر خالد طويلا ..
بل ظل يردد بهستيرية :
خالد ..
خالد ..

ثم سألت الفتاة ..
ومتى يمكننا البدء يااستاذ خالد ؟؟

تعجب خالد وهو يردد ..
نبدا ؟؟
نبدا ماذا ؟؟

اجابت النادلة :
اقصد الاجراءات ..

عاد خالد ليسال بحذر :
أي اجراءات تقصدين ؟؟

ابتسمت الفتاة وهي تقول :
اجراءات الانتقال ...

ابتسم خالد وهو يردد بحيرة :
أي انتقال ؟؟
لاافهم شئ ؟؟

بدت الجدية والاستغراب على الفتاة وهي تقول :
الست انت مندوب سلسة هذه المطاعم والذي سياتي لترشيح احدى العاملات للترقية الى العمل كمشرفة في الفرع الرئيسي للسلسلة ؟

اندهش خالد وهو يردد :
لاافهم عن أي موضوع تتحدثين ..
ثم اني لم اكن يوم اعمل في هذه السلسلة التي تتكلميـــ ....

قطع الحوار صوت احدى النادلات وهي تنادي :
سعاد ..
جاء اتصال منذ قليل من ادارة المطاعم ..
ويقولون انهم الغوا تلك الوظيفة التي اخبرونا انهم سيرسلون مندوبا لها ..
لذلك لا مناديب ننتظرهم ..

ساد حزن طويل بعد هذا الخبر ..

فأنفجرت سعاد غاضبة وهي تقول :
تبا لهم ..
لقد ظللت انتظر هذه الترقية منذ سنين ..

ثم التفت الى خالد ..
وقالت :

هل انتهيت من طعامك ؟؟

اجاب خالد باستغراب :
نعم

استدارت سعاد بغضب وهي تشير الى حيث يقف مسؤول الحساب وهي تقول :
اذهب هناك ..
ادفع ثمن مااكلت وانصرف ..!!

وانصرفت تلك الفاتنة ..
وبقي خالد مذهولا ..
مذهولا جدا !!